ثمرة العبوديه

--------------------------------------------------------------------------------

معنى العبودية
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا } مريم /93/
معنى العبودية :ــ هي الانقياد والذل والخضوع لله وحده على وجه التعظيم والإجلال ، وتنقسم إلى قسمين ،
أولاً :ـــ عبودية شاملة كل من في السموات والأرض من مؤمن وكافر وبر وفا جر ومطيع وفاسق إلا وهو خاضع لحكم الله عز وجل الكوني فلايستطيع أي إنسان سواء مسلم أوكا فرأن يرد عن نفسه أو أهله أو ماله شيء من قضاء الله عليه كوناً ، فهذا فرعون رأس الطغاة خضع لأمر الله الكوني ، قال تعالى حكاية {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ } فأغرقه الله بالماء الذي كان يتفا خربه عند قومه فعند ما رأى بأنه سوف يغرق لامحا له حاول الاستدراك ولكن بعد فوات الأوان
قال تعالى { وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } 90/ آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } 91/ يونس ،
فهذه العبودية شاملة لكل أحد ،
ثانياً :ـــ العبودية الشرعية وهي الخضوع لحكم الله الشرعي وهذه العبودية خاصة للرسل وأتباعهم ، والرسل عليهم الصلاة والسلام هم رؤوس هذا النوع قال تعالى { اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ } 17/ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ } 41/ ص ،والآيات في هذا الباب كثيرة جداً والتي تبين بأن الرسل من عباد الله تعالى ، فالرسل في جانب الربوبية كغيرهم لايملكون شيئاً ، إذاً فالمتعلق بهم ضال في دينه سفيه في عقله قاصر في تفكيره ، لأن الرسل عليهم الصلاة والسلام وعلى رأسهم خاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أمره أن يعلن لكل الملأ فيقول لهم قوله تعالى{ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } الأنعام /60/ وقال تعالى { قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا } 21/ قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا } 22/ الجن
فإذا كانت هذه حال محمد صلى الله عليه وسلم وهوأعظم الناس جاهاً عند الله عز و جل وأشرف الرسل فما بالك بمن دونه من الخلق أليسوا أولى بأن لا يملكون شيئاً من هذا ، قال تعالى {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ } الأحقاف /5/ وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم عشيرته وجعل ينادي بأسمائهم ويعلن لهم بأنه لا يملك لهم من الله شيئاً ، بل وينادي ابنته فاطمة ويقول يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لاأغني عنك من الله شيئاً ، فما بالكم بمن يتعلق بأحد من عباد الله العاديين ، لاشك بأنهم أشد عباد الله ضلالاً ممن يتعلقون
بالا نبيا ء ، نسأل الله عز وجل أن يهدي ضال المسلمين وأن يردهم إليه رداً جميلاً إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين